تاريخ ونشأة القسم
كانت صناعة التماثيل معروفة طوال تاريخ الإنسانية واعتبرت نوعا معتادا من الحرف اليدوية حتى عصر النهضة الإيطالية ، منذ ذلك الحين فقط أطلق عليها اسم النحت Sculpture واعتبرت فنا من الفنون الجميلة ، وليس مجرد حرفة تعتمد على المهارة اليدوية و إن ظل محورها الأساسى هو صناعة تماثيل (تمثل) البيئة البشرية غالبا .
مع التغير الجذرى الذى طرأ على مفهوم الفن عامة فى القرن العشرين تغير أيضا مفهوم فن النحت ، واتسع ليبتعد عن (التمثال) وليشمل أى تعبير فنى يعتمد على العلاقة الجمالية بين الكتلة والفراغ ، من خلال مادة أو أكثر .
فإن كان هدفة الوحيد هو هذا التعبير الجمالى فهو (فن النحت) .
أما إذا كان للعمل هدف آخر بجوار هذا الهدف فهو تصميم يحوى قيمة نحتية .
عندما أنشئ قسم النحت فى مدرسة الفنون والزخارف (كلية الفنون التطبيقية )كان هدفة هو هذا النوع الأخير مكا يتضح من اسمه حينئذ (النحت وأعمال الجص الزخرفى ) وظل تصميم وتنفيذ الزخارف النحتية المجسمة والبارزة هو اهتمامه الرئيسى فقد درس الطلاب تصميم وتنفيذ الحشوات النحتي المعمارية والكرانيش والقباب والنافورات والأعمد …الخ .
كما كان القسم يقدم مادة التشكيل النحتى لكل طلاب الكلية حتى عام 1956 .
تعاقب على رئاسة القسم كل من أنطوان حجار ومنصور فرج وقد ركزا على القيمة الفنية وعلى الإبتكار الى جانب المهارة والطرق العملية فى انتاج الحشوات النحتية المتعلقة بالعمارة ،وحتى على النحت المستقل القائم بذاتة ، وتبعهما فى ذلك د/حلمى الأسمر .
عاد د/ حسن العجاتى من بعثته فى انجلترا ليقدم النحت التجريدى الحديث فى حين واصل فريد ريان تعليم مهارات التشكيل والنحت التقليدى .
عندما أنشئت الدراسات العليا فى التخصص منذ عام 1968 . قدم كل من د/ سمير ناشد و د/ عبد العزيز البحيرى ، د/ عبد الفتاح العزازى أعمال من النحت الخالص . فى حين اتجهت د/ حمدية سالمان للأعمال الوظيفية على أسس من الطرازين الفرعونى والإسلامى ، ولعب الأطفال ، وأهتم د/ فؤاد السويفى بدراسة تاريخ الفن . أبدى د/ محمود شكرى اهتماما خاصا بفن الميدالية الى جانب اهتمامة بالأعمال النحتية الخالصة .
أما د/ جرجس روفائيل و د/ السعيد عميرة فقدما دراسات فى الشكل النحتى مرتبطا بالوظائف العملية وبالعمارة واستخدام الخامات الحديثة .
وقدم د/ صلاح عبد الرحمن دراسات وأعمال فى النحت البارز ، بينما قدم د/ سيد أبو الخير منحوتات ميدانية وقدم د/ محمد شاهين ود/ محمد رحومة أعمال فى التشكيل المعمارى .
جاء التطوير الذى مر به تخصص النحت فى كلية الفنون التطبيقية مواكبا للتطور الذى مرت به الكلية نفسها بحيث أصبحت كلية للتصميم فى مجالاته المختلفة المرتبطة بالفن وأصبحت دراسة الفن ركيزة أساسية فى تكوين شخصية الخريج .
فى السنوات الأخيرة قسمت تخصصات الكلية (وعددها 13 تخصصا ) بين أربعة أقسام علمية هى :
المنسوجات – التصوير الضوئى والطباعة – التصميمات الصناعية – التصميم الداخلى
واعتبر النحت ضمن قسم التصميم الداخلى الذى ضم :
1- التصميم الداخلى والأثاث .
2- الزخرفة التطبيقية .
3- النحت التطبيقى .
إلا أن دراسة النحت من حيث نشأة تخصصه فى الكلية وعلى مدى تطوره وتخصصات أعضاء هيئة تدريس لا تربط بالتصميم الداخلى بأكثر ما تربط به ببقية تخصصات الكلية فهو على صلة وثيقة بأى انتاج ذى ثلاثة ابعاد، ولكى يعتبر أى منتج ذى ثلاثة أبعاد تصميما حديثا فلابد فيه من توفر القيمة النحتية .
النحت والقيمة النحتية بناء على ذلك كان لابد لهما من قسم يرعاهما ولهذا أتى الأقتراح بتطوير شعبة النحت الى قسم مستقل للنحت بفروعه المختلفة على الوضع الحالى بأسم(قسم النحت والتشكيل المعمارى والتصميم) نتيجة دراسات ومحاولات قدمها أساتذة القسم خلال فترات زمنية متلاحقة تبلورت نتائجها فى تطوير لائحة الكلية الحالية .