مدرسة العمليات
أنشأت الكلية في عهد محمد على باشا سنة 1839 فى بولاق تحت اسم مدرسة العمليات واتخذ لها محمد على قصر ابنه إسماعيل مقرا و لم تكن المدرسة تهتم بالفن بمفهومه الحالى بل كانت الدراسة فيه تنصب على النواحي التقنية و الصناعية،
لقد رأى محمد على باشا إنشاء هذه المدرسة لما كان يعد له من عتاد مدنى وحربى حتى ينهض بمصر في النواحي المختلفة و منها الصناعية، وقد ضمت إليها مدرسة المعادن التى كانت قد أنشئت عام 1834م-1250هـ، فى مصر القديمة والتى كان ناظرها الأول مصريا يدعى يوسف كاشف الذى تولى إدارة مدرسة الفنون والصنائع ايضا فى عام 1839 ثم تولى إدارتها في وقت لاحق السيد لامبير.
وكانت المدرسة فى بادئ الأمر، تعني بالناحية العلمية وتوفير المعارف النظرية للطلاب اكثر منها بالناحية التطبيقية الصناعية
وفي عام 1844م-1260هـ حولت إلى ورشة صناعية أو ما يعرف الآن باسم معاهد التدريب المهنى وانصب جل الاهتمام حينئذ على الجوانب التطبيقية وتولى إدارتها المهندس الانكليزي (تيلر) ثم خلفه مهندس انكليزي آخر (جون ماكنتون). وكان تلاميذها يدرسون الحرف الهامة كالتجارة والخراطة وكل ما يتصل بالفنون العسكرية كفن الاستحكامات. وكان توجيه الدراسة فيها عمليا في مجموعه, إذ كانت تعتمد عليها دواوين الحكومة في تزويدها بالأثاث والآلات والأجهزة المختلفة. ثم تغيرت وجهتها عدة مرات.
محمد على باشا
بدأ دخول دراسة الفن بمفهومه الذى نعرفه الآن عام 1909 عندما ادرج بجانب القسمين الصناعيين “قسم المبانى والتنظيم وقسم الميكانيكا والكهرباء” قسم جديد هو “الفنون والصناعات الزخرفية”. وأصبحت المدرسة عندئذ أكثر شمولا لفنون وتقنيات الحياة ثم تطورت مع مرور الأياملتصبح فى عام 1932م “مدرسة الفنون و الصنائع”، التى ضمت مدرستين احدهما الفنون و الصناعات الزخرفية التى حافظت على اسمها القديم والأخرى هى مدرسة الهندسة التطبيقية التى ضمت الأقسام الصناعية الميكانيكا والكهرباء والتنظيم والمبانى التى تم فى عام 1946 إطلاق اسم المعهد العالى للهندسة عليها والتى تحولت بصدور القانون 93 لسنة 1950م بإنشاء جامعة إبراهيم باشاالكبير الذى قرر أن تصبح المعهد العالى للهندسة نـــواة لكلية الهندسة إحدى كليات جامعة عين شمس اتلى نعرفها اليوم. وكان يدرس فيها ما يدرس في كليات الهندسة في الوقت الحاضر. من علوم الرياضة والطب والكيمياء وعلم طبقات الأرض والرسم بأنواعه, وقد رأي محمد علي أن طالب هذه المدرسة يحتاج لخبرة عملية فكان الخريجون فيها يرسلون للتمرين العملي لمدة سنة. وهكذا فإنه مع عام 1909 كانت مدرسة الفنون والصنايع السلطانية تضم ثلاثة أقسام
الميكانيكا والكهرباء
المبانى والتنظيم
الفنون والصناعات الزخرفية
صدر قرار من رئيس مجلس النظار فى سنة 1910م بلائحة تؤكد أن مدة الدراسة خمس سنوات منها أربع سنوات دراسية وخامسة للتمرين العملى. وقد تضمن القسم الثالث (الفنون والصناعات الزخرفية) ثلاث شعب متخصصة هى:
النسيج والصباغة والسجاد
النقش والحفر والنجارة
المعادن الزخرفية
استقلال الفنون والصناعات الزخرفية:
قد تخرجت من هذا القسم أول مجموعة من طلابه فى عام 1913، وفى عام 1919 استقل قسم الفنون والصناعات الزخرفية ، وانشئت له مدرسة مستقلة عين لها وكيل الفنون والصنايع السلطانية وقتئذ ناظراً (وليم ستيوارت) الإنجليزي الجنسية. واتخذت المدرسة مقراً لها بسراى فاضل باشا الدرامللى بالحمزاوى بالقاهرة ، وسميت بمدرسة الفنون والزخارف المصرية، وتضمنت الشعب الثلاث السابق ذكرها ، بعد تحويلها إلى أقسام علمية مستقلة.
وظلت مدة الدراسة خمس سنوات ، تختص السنة النهائية منها بالممارسة والتطبيق بالمصانع ووحدات الإنتاج ، يُمنح بعدها الخريج دبلوماً فى إحدى أقسام التخصص الثلاث.
وفى سنة 1928م سافر (وليم ستيوارت) الناظر الإنجليزى ليحل محله مواطنه (جون إيدنى) والذى عمل على نقل المدرسة إلى مقرها الحالى بسراى الأورمان بالجيزة ، وأصبح اسمها (مدرسة الفنون التطبيقية) ، وأجرى بعض التعديلات على نظم الدراسة . كما أنشأ بها ما سمى بالقسم الأول ، والذى اقتصر الالتحاق به على الحاصلين على شهادة الدراسة الابتدائية، وكانت مدة الدراسة به ثلاث سنوات يحصل بعدها الطالب على دبلوم إتمام الدراسة فى المدارس الصناعية فى واحد من عشر تخصصات وفقاً للتنظيم التالى :
النجارة وحفر الخشب والتحف
طباعة المنسوجات
النقش والزخرفة
أشغال المعادن الزخرفية والصناعية
التصوير الشمسى
النسيج والصباغة
الزجاج المعشق بالرصاص
الخزف
الحديد الزخرفى
الساعات
لكنه سرعان ما نقل قسم الساعات إلى مدرسة الصناعات الميكانيكية لاختلاف نوعية التخصص . وفى عام 1933م أدمجت بعض التخصصات إلى بعضها وأنشأ ما يسمى بالقسم العالى (الثالث) واصبح القبول به قاصرا على خريجى القسم الأول ، والممتازين من الحاصلين على شهادة إتمام الدراسة بالمدارس الصناعية نظام الثلاث سنوات ، وأصبحت تخصصات المدرسة ثمانية هى :
الأثاث(النجارة) والحفر على الخشب.
الزجاج والزخرفة
الحديد والمينا الزخرفية
الخزف
طباعة المنسوجات والسجاد والكليم
أشغال الفضة والمعادن الزخرفية
النسيج والصباغة
التصوير الشمسى
يحصل الطالب بعد دراسة ثلاث سنوات على دبلوم ، تخرجت أول دفعة وفق هذا النظام عام 1935 وآخر دفعة عام 1944م.
تمصير المدرسة:
وفى عام 1934م تولى إدارة المدرسـة أول مصـرى بعد يوسف الكاشف هو المرحـوم محمد “بك” حسن الشربينى الذى أخذ على عاتقه تمصير إدارتها وأعضاء هيئة التدريس بها بعد أن كان يعمل بالمعهد عدد كبير من الأساتذة والفنانين الأجانب من كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وروسيا وألمانيا.
وفى عام 1937م أنشئ بالمدرسة (نظام حديث) قبل به الحاصلين على شهادة (الثقافة) قسم عام مع اجتياز الطالب لامتحان القدرات الفنية الذى كان معمولاً به منذ المراحل الأولى للمدرسة ، وكانت مدة الدراسة ثلاث سنوات أيضاً يحصل بعدها الطالب على دبلوم فى الفنون التطبيقية. ويعقب هذه الدراسة سنتان للحاصلين على الدبلوم بتفوق للتخصص الدقيق يمنح بعدها دبلوم تخصص فى واحد من الأربعة الآتية :
النسيج
المعادن
التحف الزخرفية
الأثاث
مدرسة الفنون التطبيقية العليا:
وفى عام 1941م صدر مرسوم وزارى بتغيير اسم المدرسة إلى “مدرسة الفنون التطبيقية العليا” ووضعت للمدرسة لائحة جديدة تضمنت شروط إضافية للقبول تضمنت ان يقبل الذين درسوا على الأقل مدة ثلاث سنوات بنجاح فى المدارس الثانوية. وكذلك المنقولون إلى السنة الرابعة بالمدارس الصناعية نظام خمس سنوات.
وفى كلتا الحالتين كان لابد من اجتياز امتحان للقدرات الفنية، وصارت مدة الدراسة خمس سنوات دراسية ، وتخرجت أول دفعة تخصصية فى الشعب الأربع الأولى عام 1946م، بالإضافة إلى الشعبة الخامسة التخصصية التى أضيفت بعد ذلك وهى شعبة التصوير الضوئى سنة 1947م
وفى عام 1946م تغيرت شروط القبول فأصبحت وقفا على الحاصلين على:
شهادة إتمام الدراسة الثانوية (قسم عام)
دبلوم المدارس الثانوية الصناعية (نظام الخمس سنوات)
ثقافة تعادل إحدى الشهادتين المذكورتين مع اجتياز امتحان القدرات الفنية